توجد العديد من الأعمال و النشاطات اليومية الصغيرة التي يمكنك إستخدامها لرفع معدلات و جرعات السعادة الخاصة بك و التحكم في مزاجك اليومي
و هي عادات صحية يمكنك بنائها و تمرين نفسك عليها للتحسين من مزاجك و التقليل من التوتر و القلق لديك
فتابع هذا المقال لتعرف أكثر عن الموضوع
كما أنصحك بمتابعة مختلف المقالات التي أكتبها هنا في مدونتي
لعلّك تجد فيها منفعة لك ( إن شاء الله )
جرعات السعادة اليومية الخاصة بكل هرمون
هناك العديد من الهرمونات التي تتحكم في مزاجك و في مستوى السعادة التي تتحصل عليها كل يوم
فلنتعرف على كل هرمون مع كيفية رفع مستوى هذه الهرمونات
1 – هرمون الدوبامين و جرعات السعادة
هرمون الدوبامين هو أحد أهم الهرمونات التي تنظم العديد من المهام العصبية كالتركيز و الشعور بالتحفيز و القدرة على الحركة
و غياب هذا الهرمون له إرتباط بالعديد من الامراض : كمرض باركينسون و الشعور بالإكتئاب و التوتر و القلق وفقدان الحركة
و يعتمد إفراز هرمون الدوبامين على العديد من العوامل منها :
- ممارسة النشاط البدني عالي التوتر
- النشاطات الإجتماعية و الثقافية
- المنافسات الفكرية و الألعاب
- النوم الجيد
لكن ما سنركز عليه هو نظام المكافأة الذي يرتبط بشكل أساسي بهرمون الدوبامين و الذي بمعرفتنا به يمكننا من خلاله رفع جرعات السعادة اليومية و التأثير على كيفية سير يومنا
نظام المكافأة و الدوبامين :
نظام المكافأة هو عبارة نظام في الدماغ يشارك في تحفيز السلوكيات و النشاطات الإيجابية وتشجيعها , و يرتبط هذا النظام بإفراز الدوبامين و الذي يعتبر ناقلاً عصبياً
عندما نشعر بأننا أنجزنا شيئا جديدا أو هدفا نافعا يقوم الدماغ بتحفيزنا عن طريق رفع معدلات هرمون الدوبامين و الحصول على جرعات مجانية من السعادة اليومية و تحسين المزاج اللحظي
و يتم تفعيل نظام المكافئة في العديد من الأنشطة الثقافية و التنافسية كالرياضة و الجري و الإنتهاء من قراءة كتاب و إنجاز أهداف و طموحات جديدة
بحيث يجعلك هذا النظام شخصا منافساً و ساعيا إلى كل جديد و مُدمنا على هذا الطريق
لكن ,,,,,
توجد العديد من الإستخدامات و النشاطات السيئة و الغير صحية لهذا النظام : كالألعاب الإلكترونية بكثرة و إدمان التواصل منصات الإجتماعي و العادات السيئة
و هذي النشاطات تُحفز نظام المكافئة بدون بذل مجهود
فأنت جالس على سريرك تتفحص منصات التواصل الإجتماعي و تتحصل على جرعات مجانية من الدوبامين بدون مجهود يذكر
و تأثير هذا الشيئ عظيم جدا
بحيث يحعلك هذا غير مهتم بالنشاطات الجيدة و السلوكيات الإجابية الصحيحة التي من خلالها يمكنك الحصول على هذه الجرعات
و تدخل في دوامة { البحث عن التحفيز } و تُطور لك شيئا خطيرا يُسمى بالإدمان

لذلك للحصول على جرعات السعادة من هرمون الدوبامين و بطريقة صحية إليك هذه النشاطات :
- قلل من إستخدامك لوسائل التواصل الإجتماعي
- قم بإلغاء تفعيل الإشعارات الآتية من هذه المنصات
- حاول تطوير عادة قراءة الكتب لديك
- جرب عادة جديدة أو نشاط جديد لم تقم به من قبل
- قم بممارسة الرياضة بشكل منتظم
- حاول التقليل من الألعاب الإلكترونية و الإتجاه نحو الألعاب الفكرية و التي تقوي من نشاطك العصبي : مثل الشطرنج
- خطط ليومك و هدد أهداف يومية لك بحيث سيشعرك هذا بأنك أنجزت شيئا جديدا { نظام الماكفأة }
- حاول تعويد نفسك على الاستماع إلى البودكاست بدل التنقل من بين الفيديوهات القصيرة { SHORT }
- النوم الجيد و الأكل الصحي
2 – هرمون الاكسيتوسين
كذلك أحد الهرمونات التي تتحكم في جرعات السعادة اليومية الخاصة بنا هو هرمون OXYTOCINE
و هو كذلك أحد الهرمونات و النواقل العصبية المهمة في جسم الانسان
و يتدخل هذا الهرمون في العديد من المهام و الوظائف منها :
- يلعب دورا أساسي في تحفيز إنقباضات الرحم أثناء الولادة
- عنصر محفز لعملية إفراز الحليب خلال فترة الإرضاع
لكن هذه المهام متعلقة بالمرأة الحامل و المرضع
و نحن سنهتم بالدور العصبي الذي يلعبه هرمون الاكسيتوسين
فقد أثبتت العديد من الدراسات أن هذا الهرمون له دور أساسي في تشكيل شخصية الفرد و تعزيز الثقة و التفاعل الإجتماعي
فقد وجدو أنه كلما كان الفرد يتمتع بعلاقات حميمية و صحية أكثر كلما زاد معدل إرتفاع هذا الهرمون
و إرتفاع هرمون الاكسيتوسين يزيد من شعورنا بجرعات عالية من السعادة اللحظية
لأنه مرتبط بشكل وثيق مع هرمون الدوبامين الذي ذكرناه آنفا
كيف ترفع من هرمون الاكسيتوسين
- النشاطات الإجتماعية و المؤسسات الخيرية
- الرياضة الجماعية مثل كرة القدم و الكرة الطائرة ووو
- إنشاء علاقات جديدة و التخلص من الصحبة السيئة
- المشاركة في الاعمال التطوعية
- و تربية الحيوانات الاليفة مثل القطط

3 – هرمون السيروتونين
ثالث عنصر معنا من هرمونات السعادة هو هرمون السيروتونين
و أحد اهم النواقل العصبية و يلعب دورا أساسيا في تنظيم وظائف الجهاز المركزي العصبي
و له أدوار و مهام كثيرة منها :
- تحسين القدرة على التعلم
- تحسين المزاج اليومي
- رفع معدل و جرعات السعادة اليومية
- تقوية القدرة على التركيز
- تأثير مضاد للإكتئاب
و تشير العديد من الأبحاث بوجود علاقة بين انخفاض مستويات هرمون السيروتونين و زيادة معدل الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق
لذلك ستجد مرضى مصابين بمرض الإكتئاب يستخدمون هذا الهرمون و أيضا في العديد من الأمراض النفسية
و هذا للحصول على مميزات هذا الهرمون و التأثيرات الإيجابية التي يقوم بها
عادات لزيادة جرعات السعادة اليومية بزيادة هرمون السيروتونين
- طور عادة الرياضة لديك
- النشاط البدني اليومي يعزز إفراز السيروتونين ويحسن المزاج.
- تمارين القوة و ذات الأداء العالي فعالة جدا لضخ كميات كبيرة من جرعات السعادة
- التعرض اليومي للشمس
- التعرض للضوء الطبيعي يعزز إفراز السيروتونين و يزيد من فرصة حصولك على هدية مجانية من عند الخالق سبحانه ألا و هو فيتامين D .
- حاول الخروج في وقت مبكر من الصباح للحصول على أشعة الشمس و قم بتوجيه نظرك إلى مركز الشمس لمدة ثواني لتحسين مزاجك و تقوية تنبيهك .
- تحسين نوعية النوم
- النوم الكافي و العالي الجودة له دور أساسي في تحسين المزاج اليومي .
- تجنب النوم المتأخر و السهر لساعات متأخرة من الليل لأن هذا سيُضعف من أداء يومك و يقلل من جرعات السعادة خصوصا إذا كانت هذه عادة يومية لك
- تناول الطعام المتوازن
- تناول الطعام الذي يحتوي على التريبتوفان ، وهو حمض أميني أساسي لبناء و إنتاج السيروتونين .
- يمكنك الحصول على التريبتوفان من خلال تناول الدجاج والتونا و أيضا الحليب.
- التقليل من التوتر
- قراءة القرآن الكريم و تدبر آيته
- الصلاة و جلسات التدبر كلها طرق يمكنك من خلالها الشعور بالسلام الداخلي
- الاستمتاع بالأنشطة الممتعة
- قم بتجربة عادة جديد و نشاط لم تقم به من قبل , فهذا له تأثير قوي في رفع معدلات الهرمونات العصبية و تحسين الصحة العقلية و مزاجك اليومي
- التفاعل الاجتماعي
- الحفاظ على علاقات اجتماعية جيدة و صحية يمكن أن يعزز من مستويات و جرعات السعادة و يحسن من مزاجك اليومي .
- التخطيط اليومي و تحديد الأهداف
- إجعل لك يوميا أهداف صغيرة و مخطط يومي يمكنك من خلاله مراقبة يومك و تحقيق المزيد من الأهداف و الشعور بنشوة الإنجاز .
4 – هرمون الاندورفين
آخر هرمون معنا هو هرمون الإندورفين
الإندورفين هو هرمون ينتمي إلى عائلة الأفيونات و المرتبط بتحفيز الشعور بالسعادة والراحة.
وهو يعتبر هرمونًا طبيعيًا يفرزه الجسم في مختلف الظروف وله تأثيرات إيجابية على المزاج والشعور بالسعادة
يُلقب أحيانًا بـ “هرمون السعادة” أو “هرمون البهجة” نظرًا لتأثيراته الإيجابية على المزاج.
و ترتفع جرعات هذا الهرمون بزيادة النشاطات و الأعمال التي تكون فيها المنافسة حادة و الإثارة عالية
و هو يعتبر أيضا مسكنا للألم و هذا يفسر شعورنا بالراحة و الاسترخاء بعد الأنشطة عالية الأداء
تأثير المعدة على تغير المزاج اليومي الخاص بك
تحدثت في هذا الفيديو على قناتي مُذكرة عن نظرية الدماغ الثاني
و بشكل مختصر هذه النظرية تقول بأن هناك تركيبة تشبه تركيبة الدماغ التي نعرفها و تتواجد في الجهاز الهضمي
و هذا لأنه غني بالعصبونات و الالياف العصبية
و تربط هذه النظرية العلاقة بين المزاج اليومي و جرعات السعادة التي نتحصل عليها و كذلك صحة و سلامة الجهاز الهظمي
و تحدثت كذلك على البكتيريا النافعة و الـ PRO BIOTIQUES و أثرها على تحسين وظائف الدماغ و بالتالي تحسين المزاج اليومي
خلاصة هذا المقال
هل لاحظت أيها الزائر الكريم أنه توجد العديد من النشاطات و العادات الصحية المشتركة بين كل هذه الهرمونات
نعم
هنالك صلة وثيقة بين كل هذه الهرمونات
فلرفع جرعات السعادة اليومية و تحسين مزاجك و طاقتك الإنتاجية
يجب عليك تعويد نفسك على هذه العادات الحسنة و الإستمرارية و الإنضباط في تأديتها
لكي تكون تركيبة صحية لدماغك و تساعد على الحفاظ على كل وظيفة من وظائفه
و هل لاحظت شيئا آخر مشترك بين كل هذه المعلومات ؟
أن كل هذه الأمور قد أوصانا بها الحبيب صلى الله عليه وسلم قبل 1400 سنة من الآن
قد نهانا عن السهر لساعات متأخرة من الليل
و قد قال لنا أن أحب الأعمال إلى الله أدومها و إن قل { فهو يشجعنا على الإستمرارية و المداومة في الأعمال }
نصحنا بالرياضة و التبكير صباحا و تدبر القرآن و الإنشغال بالعلم
فكل هذا أخي الكريم قد تم ذكره في ديننا الحنيف
فلتكن عزيزا بدينك
و لتسعى لتقديم أفضل نسخة لديك
هذا الكلام موجه لنفسي قبل أن يوجه إليك
نفعنا الله و إياك بهذا العلم